ثقافة عامة

ما هي ليلة الإسراء والمعراج

ليلة الإسراءما هي ليلة الإسراء والمعراج والمعراج هي واحدة من أهم وأعظم الأحداث في تاريخ الدين الإسلامي، حيث يتذكر فيها المسلمون رحلة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) الرائعة التي قام بها في ليلة واحدة، والتي تحمل الكثير من الدروس والعبر، فهي بمثابة دليل بارز على مدى قدرة الله وعظمته، ومن الجدير بالذكر كونها تمثل مرحلة فاصلة في مسيرة دعوة الرسول، حيث جاءت بعد فترة طويلة من الابتلاءات والصعوبات التي واجهها سيدنا محمد وأتباعه في مكة المكرمة. 

ما هي ليلة الإسراء والمعراج

في هذه الليلة تم إسراء رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، وقد حدث ذلك على ظهر دابة سماوية يطلق عليها البراق، وهي دابة سريعة جدًا تسير بين الأرض والسماء، وقد كان برفقة النبي في هذه الرحلة جبريل عليه السلام، الذي قاد النبي إلى المسجد الأقصى، وبعد الوصول إلى المسجد الأقصى، يصعد النبي إلى السماوات العليا، حيث يبدأ المعراج من المسجد الأقصى، مرورًا بالسماء الأولى والثانية والثالثة، حتى بلوغ سدرة المنتهى.

وهي النقطة التي يبلغ فيها المؤمن أقصى درجات القرب من الله، وتعتبر هذه الليلة واحدة من النعم العظيمة التي منحها الله للنبي وللأمة الإسلامية كافة، كونها تتضمن العديد من الدروس والعبر، على سبيل المثال: أهمية الصلاة، وضرورة التمسك بالإيمان في الأوقات الصعبة، وسوف تظل ذكرى هذه الليلة حاضرة في قلب كل مؤمن.

سبب الإسراء والمعراج

ترجع رحلة الإسراء والمعراج أسباب عديدة وحكم متعددة، نوضح منها ما يلي:

بيان فضل رسول الله ومكانته

حيث أنها حدث يدلل على فضائل الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ومكانته الرفيعة عند الله (سبحانه تعالى)، ففي هذه الرحلة وصل النبي إلى مرتبة لم يصل إليها أي رسول آخر، حيث كان إمام لكافة الأنبياء في المسجد الأقصى، ويدل ذلك على مكانته العظيمة بين كافة الرسل.

مواساة النبي

ففي ظل الصعوبات العديدة التي واجهها النبي (صلى الله عليه وسلم) كان الإسراء والمعراج بمثابة مواساة له، والتي تمثلت فقدان عمه أبو طالب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، هذا إلى جانب الضغوطات الكبيرة من جانب قريش، فقد كانت هذه الرحلة تعزيز على وجود الله تعالى معه، وعدم تركه له في محنته، وقد منح النبي عبر هذه المعجزة القوة والأمل في الاستمرار في دعوته وسط كل هذه التحديات والضغوطات.

تجديد رسالة الإسلام

حيث تعتبر بمثابة تجديد لرسالة الإسلام، الأمر الذي يرفع من مستوى وعي الأمة الإسلامية، فقد منح الله نبيه رسالة جديدة تحفز على الوحدة والتمسك بالإيمان وبما يتضمن من مبادئ.

معجزات ليلة الإسراء والمعراج

شهد سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أثناء رحلة الإسراء والمعراج عدد كبير من المعجزات التي تبرز عظمة الله وقدرته، والتي جاءت على هذا النحو:

رؤية جبريل عليه السلام

فقد رأى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) جبريل (عليه السلام) على صورته الحقيقية، حيث ذكر في الأحاديث أنه كان في حلة من رفرف، وقد ملأ ما بين السماء والأرض، وذلك في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود “رَأَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبرائيلَ في حُلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السماءِ والأرضِ”، ويشير ذلك بشكل كبير إلى  مكانة جبريل العظيمة وقدرته في إيصال الوحي لله وللرسل.

التقاء الأنبياء

فقد التقى الرسول أثناء صعوده إلى السماوات بمجموعة من الأنبياء (إبراهيم، موسى، عيسى)، ويثبت ذلك وحدة الرسالة الإلهية، وذلك من خلال الصلاة الجماعية التي أقيمت في المسجد الأقصى، حيث كان النبي إمام لهم.

رؤية الجنة والنار

فقد شهد النبي (صلى الله عليه وسلم) آيات من الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، وأيضًا أيات من عذاب النار الذي أعدها الله للكافرين والمنافقين، ويؤكد الله (عز وجل) من خلال هذه الرؤية يؤكد على مدى أهمية طاعته وعبادته واجتناب نواهيه.

رؤية الملائكة 

رأى سيدنا محمد عدد كبير من الملائكة، مثل ملائكة الحراسة والرحمة، وقد عزز ذلك كثيرًا من من إيمان المسلم بوجود الملائكة ومهامهم في خدمة الدعوة وحماية المؤمنين.

رؤية الأنهار الأربعة 

والتي تعتبر من الآيات العظيمة التي شهدها نبينا الكريم، فقد ورد  في الحديث الشريف الدليل على ذلك “رُفِعْتُ إلى السِّدْرَةِ، فإذا أرْبَعَةُ أنْهارٍ نَهَرانِ ظاهِرانِ ونَهَرانِ باطِنانِ”.

حديث الرسول مع الله

يعد كلام النبي مع الله (عز وجل) أعظم آيات ومعجزات هذه الليلة، حيث كلمه الله في لحظة من التجلي الإلهي، وقد أكد هذا التواصل المباشر المكانة الفريدة المميزة لرسولنا الكريم، ويعكس مدى العلاقة الوطيدة بينه وبين الله (سبحانه وتعالى).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى